یونس، ۹۹-۱۰۰
وَ لَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَ فَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتِيَ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وَ مَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَ يَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ
أَبُو جَعْفَرِ بْنُ بَابَوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن تَمِيمِ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيَّ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِي الصَّلْتِ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحِ الْهَرَوِي قَالَ سَأَلَ الْمَأْمُونُ يَوْماً عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرِّضَا لَنَا فَقَالَ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا مَعْنَى قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَ فَأَنْتَ تُكْرَهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وَ مَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ الله فَقَالَ الرِّضَاءِ السَّلام حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْن مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْن عَلَى عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٌّ عَنْ أَبِيهِ عَلَى بْن أَبي طالب الله أَنَّ الْمُسْلِمِينَ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ لَوْ أَكْرَهْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قَدَرْتَ عَلَيْهِ مِنَ النَّاسِ عَلَى الْإِسْلَام لَكَثرَ عَدَدُنَا وَ قَوِينَا عَلَى عَدُوِّنَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مَا كُنْتُ لِأَلْقَى الله عَزَّ وَ جَلَّ بِدْعَةٍ لَمْ يُحْدِثُ إِلَيَّ فِيهَا شَيْئًا وَ مَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَا مُحَمَّدُ وَ لَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً عَلَى سَبِيلِ الْإِلْجَاءِ وَالاضْطِرَارِ فِي الدُّنْيَا كَمَا يُؤْمِنُونَ عِنْدَ الْمُعَايَنَةِ وَ رُؤْيَةِ الْبَأْسِ فِي الْآخِرَةِ وَ لَوْ فَعَلْتُ ذَلِكَ بِهِمْ لَمْ يَسْتَحِقُوا مِنِّي ثَوَاباً وَ لَا مَدْحاً لكنى أريدُ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْمِنُوا مُخْتَارِينَ غَيْرَ مُضْطَرِّينَ لِيَسْتَحْقُوا مِنِّيَ الزُّلْفَى وَ الْكَرَامَةَ وَ دَوَامَ الْخُلُودِ فِي جَنَّةِ الْخُلْدِ أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ما كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَلَيْسَ ذَلِكَ عَلَى سَبيل تحريم الإِيمَانِ عَلَيْهَا وَ لَكِنْ عَلَى مَعْنَى أَنَّهَا مَا كَانَتْ لتُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ الله وَ إِذْنُهُ أَمْرُهُ لَهَا بِالْإِيمَانِ مَا كَانَتْ مُكَلَّفَةً مُتَعَبِّدَةً وَ إِلْجَاؤُهُ إِيَّاهَا إِلَى الْإِيمَان عِنْدَ زَوَال التكليف وَ التَّعَبُّد عَنْهَا فَقَالَ الْمَأْمُونُ فَرَّجْتَ عَنِّي يَا
أَبَا الْحَسَنِ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ(1. ۳۴۲-۳۴۱۵، ح ۱۱ و رواه بتمامه في عيون أخبار الرضاء الله، ج ۱، ص ۱۳۴ - ۱۳۶، ح ۳۳)
ص292